منتديات السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
نرحب بكم أيها الاخوة في منتديات السلام
وندعوكم للانضمام معنا لننشر المحبة والاخاء
والتعايش السلمي مع جميع شرائح المجتمع
حياكم الله
منتديات السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
نرحب بكم أيها الاخوة في منتديات السلام
وندعوكم للانضمام معنا لننشر المحبة والاخاء
والتعايش السلمي مع جميع شرائح المجتمع
حياكم الله
منتديات السلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اسلامي لنشر ثقافة السلام والتعايش بين بني البشر
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ذكريات العقيد سعيد المصلاوي \ قصة طويلة من واقع العراق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سميربشيرالنعيمي
الادارة
سميربشيرالنعيمي


عدد المساهمات : 103
تاريخ التسجيل : 23/09/2010
العمر : 63
الموقع : السلام

ذكريات العقيد سعيد المصلاوي \ قصة طويلة من واقع العراق  Empty
مُساهمةموضوع: ذكريات العقيد سعيد المصلاوي قصة طويلة من واقع العراق    ذكريات العقيد سعيد المصلاوي \ قصة طويلة من واقع العراق  Icon_minitime17/12/10, 09:37 am

ذكريات العقيد سعيد المصلاوي \ قصة طويلة من واقع العراق

بقلم السيد:سميربشيرالنعيمي



ذكريات معتمة كالحة السواد تعشعش بافكار كل من عاش وشاهد أحداث الحرب الظروس بين العراق وايران والتي دامت ثمان سنوات دامية

في الحرب تضيع القيم والمفاهيم والتقاليد والاخلاق والمبادىء ويعم الفساد والانانية والرشاوي ويسطع نجم الصعاليك والنكرات والسراق والانذال والجبناء وعديمي الاخلاق والانسانية ...... ...فيتحكمون بمصائر شعب وحكومة وعشائر وعوائل شريفة وتداس التقاليد والعادات بالاحذية !!!
ويخبو نجم الشرفاء و الشجعان و المخلصين و الاوفياء والابطال وتذبل وتذوي الطيبة والشهامة والغيرة والعفة والنزاهة ويسود الظلم ويرتقي مسرح الحياة في ظل الحرب ...... اللصوص ......المنافقين ...... والسمسار ودنيء النفس والديوث ...

العقيد سعيد المصلاوي عسكري متصابي يسرح شعره الى الوراءمقلدا الشباب و يلبس حذاء بكعب عالي لاخفاء قصر قامته ... يتصرف تصرفات لا تليق بكبر سنه وعمره الذي يقترب من الستينات .... يثور بغضب لكل من يقول له انت أب لنا !!
سعيد المصلاوي ... يحمل رتبة عقيد ولكن شخصيته مهزوزة لم يعط للرتبة حقها ولا لكبر سنه وزن او قيمة.... في احد الايام اراد تملق احد النواب الضباط المسؤلين عن الحسابات والرواتب وسلف العقاري ويدعى(باسل) وهي طريقته عندما يريد تمشية احدى معاملاته فقال لزميله محاولا الانتقاص منه وبالمقابل التملق لباسل هل انت نائب ضابط وباسل نائب ضابط ؟؟
ولكن هذا العسكري كان قوي الشخصية وشجاع فاجابه بسرعة :
لا اعرف قصدك ولكن اذا كنت تقصد انه اجدر مني لانه بالحسابات وعندك معاملة عنده!! ... فلكل شخص اسلوب و شخصية فهل انت عقيد ومعمر القذافي عقيد ؟؟؟ وكانت اجابة بالصميم ضحك لها كل الموجودين واثارت استهزائهم واستخفافهم بهذا العقيد وجعلته يغادر بسرعة لائذا بالسيارة العسكرية وضامرا الحقد والشر لهذا النائب الضابط الشجاع الذي اثار اعجاب اقرانه لجرئته وسرعة بديهيته !!
عقيد سعيد عندما تشاهده من اول وهلة تكرهه مع العلم ان المظهر الخارجي لا يعطي انطباعا عن الجوهر الداخلي دائما ولكن سعيد كان مظهره غير مريح!!! متجهم المحيا لا يبتسم و لايظهر عليه الوقار ..قصير القامة جسمه ممتلىء بشكل غير نظامي ... يسير بسرعة ليوحي للمقابل انه قوي البنية وصغير السن ولكن صوت ارتطام كعب حذائه العالي بالارض يصدر اصوات تجلب النظر والاستخفاف ...... سعيد انسان حقود لا يحب عمل الخير لاي انسان اذا تسلط على شخص بمعيته يؤذيه ولا يرحم احد..... يستغل رتبته والاوامر العسكرية الصارمة بزمن الحرب ويلاحق منتسبيه ويتدخل باوقات نزولهم بل وحتى بوضع ومكان أسرة منامهم .... .. حتى يراقبهم ويتدخل في وقت راحتهم ويقيد حركتهم فلا يستطيع أي واحد من منتسبيه النزول او المساعدة ولو لساعة زمنية ؟؟
كانت الحرب دائرة والهجمات الشرسة مستمرة والعسكريين جميعا وبمختلف الرتب هم في قلق مستمر وتفكيرهم مشغول بين نارين فهم يفكرون بمصيرهم الغامض بمعسكراتهم ودوائرهم العسكرية لان الغارات مستمرة ليل نهار وقد حفرو ملاجىء قرب غرفهم كلما سمعو صفارات الانذار حملو بنادقهم ولبسو خوذهم واقنعة الوقاية من الضربات الكيماوية وركضو الى ملاجئهم بسرعة وكانت هذه الملاجيء بالشتاء تمتلىء بمياه الامطار وفي الصيف تكون ملاذا للحشرات والزواحف وعندما تكون الغارة في الليل يمنع اضاءة أي ضؤء ولا يسمح حتى لضوء جمرة السيكارة. .... بالاضافة الى هذه المنغصات والارهاصات فالعسكري ينتابه قلق اخر على عائلته فالغارات والصواريخ تقصف المساكن والدور على رؤس ساكنيها وعلى المعامل والمدارس وكثير من اكداس العتاد وبعض الدوائر العسكرية خبئت قريبة من الدور لاخفائها عن طيران العدو وبدون ادنى تفكير بخطورة وجود هذه الاكداس او المخازن قريبة من المناطق السكنية. كما يشغل بال العسكرين ايضا ويزيد اضطرابهم التفكير بعوائلهم و نسائهم واخواتهم وامهاتهم وزوجاتهم فبالاضافة الى غارات طائرات العدو المستمرة ليل ونهار على كل مناطق العراق وخلق الرعب بين النساء والشيوخ والاطفال ..ايضا يقوم الجهاز الحزبي بتمشيط الدور لسوق الموظفين والطلاب للجيش الشعبي ... ويبقى العسكري في المعسكر او في الجبهة مشغول الفكر بنفسه وباهله ويفكر بخلو الدور والمساكن من الرجال فمن سيحمي داره ويداري الاطفال والنساء والشيوخ ومن سيوفر لهم سبل العيش في ظل حرب طاحنة ؟؟؟؟... ويبقى العسكرين في قلق دائم ودوامة من الافكار والوساوس ؟؟؟؟
وكثيرا ما يستغل العقيد سعيد الوضع المساوي فيهدد العسكرين معيته بانه سينقلهم للجبهة اذا جاءت طلبية تنقلات وما اكثرها بايام الحرب مع انه كان مجرد مدير شعبة ...هذا العقيد الذي يهدد الشرفاء والطيبين نراه اجبن من الجبن نفسه مع أي عسكري يعمل بالتوجيه السياسي او الامن والاستخبارات ..فهو يرتجف رعبا وجبنا من نائب ضابط التوجيه السياسي باسم ويترجاه ان ينزل الى اهله لهذا اليوم ولا يشغل باله من التعداد المسائي لانه (أي العقيد )سيبقى اليوم الى المساء بينما لا يوافق على نزول شخص اخر حتى لو عنده وفاة !!
وحدتنا العسكرية فيها مدراء شعب اشراف وطيبون ويساعدون جماعتهم بالتساوي عدا العقيد سعيد فقد حمل من الصفاة السيئة والاخلاق المنحطة الكريهة مما يدل ان اصله ومنبعه غير طاهر لان تصرفاته واعماله تشير الى اصله الوضيع فلم اسمع انه عمل عملا شجاعا او شريفا مع أي انسان ومع اننا حاولنا الانتقال من شعبته ولكن سرعان ما يذهب بنفسه ويلغي تنقلاتنا من شعبته لانه يعرف ان نقل اى ضابط او نائب ضابط او جندي من شعبته ستفتح الباب لخلو شعبته من الجميع علما ان العمل في هذه الوحدة العسكرية تتطلب تخصصات وشهادات ودورات بالمخازن والمستودعات فكل العاملين في شعبته هم من ذوي الشهادات حتى الجنود ونواب الضباط ...


حاتم نائب ضابط جائنا نقل من وحدة مجاورة انسان مستقيم لايهمه التحزب او الاختلاط او المشاكل انسان مسالم طيب الخلق والاخلاق ومن عائلة طيبة السمعة وعريقة وسؤء حظه العاثر جعله في شعبة هذا العقيد( الخنيث الخبيث) ...فاخذ العقيد سعيد يدقق في اوراق نقله ويبحث عن المعلومات الحزبية لهذا الشخص حتى يعامله حسب المعلومات وعندما تاكد انه ليس حزبيا كبيرا وليس له تاثير عليه ..اخذ يحاربه ويراقبه في اجازاته وفي مكان نومه ويسأل عليه ليل نهار وكثيرا مابحث عنه في ساعات متاخرة ويرسل من يتجسس عليه في مكان نومه وبعد ان تاتيه معلومة بعدم وجوده يحرك عليه المنافقين لاجراء التعداد الليلي ويركض اليه اصدقائه الطيبين يبحثون عنه وفي احدى المرات كان في جامع الوحدة يصلي ويخبره جماعته بانه قد غيب عن التعداد الليلي فينهض مسرعا ويراجع العقيد ويخبره انه كان بالجامع ولم يدري بالتعداد ولكن العقيد يمتنع عن مسح غيابه ويقول له انت كنت خارج المعسكر ورجعت بالتاكسي الان ...ورغم الشهود الذين يطلبهم ( امر الوحدة العميد الركن ) في اليوم الثاني ولكن اصرارالعقيد ادعاءه الكاذب بان هذا الشخص غائب وعادة (أمرالوحدة ) العميد الركن ياخذ براي العقيد ويسجل حاتم غائب !! ... وقد تكررت هذه التصرفات مع كثير من العسكرين وخاصة النائب ضابط حاتم لانه انسان مستقيم وطيب الخلق والاخلاق ..

كانت ايام الحرب حزينة وثقيلة بدمائها الغزيرة ومريرة بايامها السود فقد ازداد عدد الشهداء في كل منطقة واللافتات السود تغطي جدران الازقة في احياء مدن العراق . برغم ماترسله الجبهة من شهداء لكل مدن العراق كل يوم فان صواريخ وطيران العدو يطارد الناس في بيوتهم و الموت يلاحق العراقيين بكل مكان فكثير من الاصدقاء والزملاء ذهبو ضحية معايشة او مأموريه بواجبات او بالطريق بالقصف .....

كانت وحدتنا العسكرية تسمى العينة المركزية و تعني امداد الجيش بكل لوازمه من التجهيزات العسكرية والمعدات والخيم والعتاد وكل لوازم الجيش يتم خزنه في مستودعاتنا ثم يوزع حسب طلبيات الوحدات العسكرية لكل ماتحتاجه .. وكان دوامنا مستمر ليل نهار لان طلبيات الوحدات مستمرة ...وقد فتحت لنا مستودعات وكذلك اكداس قريبة من الجبهة لتلبية طلبات الوحدات بسرعة ...وقد تطلب ذلك ارسال ماموريات ضخمة لتغذي مستودعاتنا بالجبهة وكانت اول مامورية ضخمة تتكون من عشرون شاحنة (20 قاطرة ومقطورة تحتوي على مختلف الاسلحة والاعتدة والتجهيزات العسكرية المهمة بأمرة مقدم ومعاونة ثلاثة نقباء و ثلاثة نواب ضباط وثلاثة ضباط صف وعشرة جنود فقط للتحميل وللحماية ايضا ...والمفروض بهكذا قافلة ضخمة ان يكون لها غطاء جوي يحميها من طيران العدو ولكن تخلف وغباء كثير من الامراء جعلها تخرج بدون حماية واكتفوا بالاسلحة الشخصية للمامورين (المسدسات للضباط ونواب الضباط والبنادق لضباط الصف و للجنود) ...
طبعا امتنع اغلب مدراء الشعب عن ارسال منتسبيهم بهكذا قافلة خطرة بحجة حاجتهم للمنتسبين وغيابهم يؤدي لتوقف العمل ماعدا العقيد سعيد الذي ارسل مقدم يقود القافلة من شعبته واحد النقباء من شعبته واثنين من النواب الضباط من شعبته ايضا من بينهم النائب الضابط حاتم ..ومع ان الكثيرين بذلو مساعي مذلة ومهينة وتوسطو بكل شخص يستطيعون الوصول اليه متوسلين بعدم الخروج مع القافلة أو تبديلهم باخر ماعدا النائب ضابط حاتم لم يتوسط باحد ولم يشعر بالخوف والوجل وكان صنديدا مؤمنا بان الله سبحانه قد قدر لكل اجل كتاب فكان والحق يقال مدعاة فخر وشجاعة امام اشخاص كانو يلوذون حتى وراء نسائهم خوفا من الجبهة واستطاعت الوساطة ان تغير بعض الاسماء وقرر ان تتحرك القافلة مع اولى ساعات احدى الصباحات وغادرت بغداد ارتال الشاحنات من معسكر التاجي ومتخذة شارع القناة متوجهه الى مدينة العمارة ..غلق المرور بعض الطرق الفرعية ليسهل على القافلة الخروج بسرعة من بغداد والحقيقة اخذ السواق الحرية الكاملة حيث انهم سواق مدنيون تم استدعائهم من الوزارات والدوائر المدنية وخوفا من رصد هذه القافلة الكبيرة من قبل الطائرات الايرانية سار السواق بحريتهم على امل اللقاء بمنطقة على الغربي وكان المقدم الوحيد راكبا سيارة عسكرية ( واز) وكان يتفقد الشاحنات .. المقدم برزان وشخصيته عكس شخصية عقيد سعيد انسان طيب وبسيط ولكنه لايصلح للقيادة و لا يستطيع تحمل مسوؤلية قيادة رتل !!
فكان مرعوب وخائف ومضطرب ومنهار ولهذا يصرخ ويتلفت حواليه ويراقب السماء ...وعند وصولنا لمنطقة علي الغربي سمعنا صوت طائرة وتوزعنا نركض بكل الاتجاهات نريد مجرد حفرة تحمينا من هذه الطائرات الفانتوم ومجرد ان القيت بجسمي في احدى الحفر دوى اصوات انفجارات قوية قريبة منا ..

وبعد دقائق رفعت راسي لاشاهد احدى السيارات تحترق وبعد ان استتب الوضع نهضنا وحاول الجنود رمي التراب واستعمال قناني الاطفاء للمساعدة في اطفاء الشاحنة ولكن لم يستطيعو عمل شيء والحمد لله كانت هذه الشاحنة تحمل الخيم وليس عتاد ...وتجمعنا على صوت المقدم وهو منهار يصرخ: لقد رصدونا ونحن ليس عندنا حماية فارجوكم عند التنقل بالسيارات لا تتقربو من بعض واسرعو حتى نصل للعمارة ..
جائتنا بعض سيارات الاطفاء من مدينة علي الغربي بعد فوات الاوان لان الشاحنة احترقت بالكامل وعزائنا هو بعدم وجود خسائر بالارواح وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى.

تحركت الشاحنات بدون تنظيم والخوف والقلق يملىء نفوسنا لاننا نسير بدون حماية وطائرات العدو غير بعيدة عنا بعد ان تم رصدنا ...ولكن الحمد لله وصلنا الى مدينة العمارة سلامات ... كان الظلام يغلف جو العمارة واجواء الحرب بادية عليها فكنا نسمع اصوات المدافع ونرى وميضها
توزعنا مع الشاحنات بالاختباء في اماكن متفرقة من ازقة مدينة العمارة مستغلين ظلام الليل والاوامر الصارمة باطفاء الاضوية معنا عشرة جنود لا يكفون لتفريغ الحمولة وبعد ان راجع المقدم بعض الوحدات العسكرية لم يستطع الحصول على أي جندي فتم الاتفاق على تشتيت وقوف الشاحنات حتى الصباح ..
في الصباح اوقفنا الشاحنات متفرقة وترجلنا قرب احدى السقائف لافراغ الحمولة وقد استطاع المقدم ان يجلب بعض الشباب من احد مراكز الشباب ...وكان الشباب ينزلون الحمولة بكل همة ونشاط الشباب ثم سمعنا صوت صفارات الانذار تعلن عن وجود غارة وركضنا باتجاهات مختلفة ...وماكدنا ننبطح!! حتى دوت اصوات الانفجارات واصوات مدفعيات مقاومة الطائرات واصوات الطائرات وهي تلقي حممها واصوات صراخ وغطت السماء هالة كبيرة من الدخان والاتربة واختلط الحابل بالنابل ووصلت بعض من الشظايا قريبة مني وكنت انظر الى هذه الشظية الملعونة التى تقتل البشر ..انها قطعة معدنية حمراء كانها جمرة من النار وبعد لحظات انطفات هذه الجمرة .... ثم اعلنت صفارات الانذار انتهاء الغارة ..فنهضنا نبحث بقلق عن زملائنا وفزعنا لمنظر الشاحنات المحترقة التي ركز عليها قصف الطائرات اما الشاحنات البعيدة فقد ثقبت ابدانها الحديدية بشكل عجيب ولا تصلح للاستخدام مرة اخرى ولا اعرف لماذا لم تحترق ...تفقدنا بسرعة جماعتنا وايضا الشباب الذي كان يساعدنا ...وكم كانت فرحتنا عظيمة عندما تاكد لدينا لم نفقد احد ....ولكن الشباب بعد ملاحظتهم خطورة مساعدتهم انسحبوا بعد ان ودعناهم وشكرناهم ....اجتمعنا بيننا وقررنا اسلم لنا هو ان نسرع بتفريغ السيارات المتبقية بعد ان استطاع المقدم ان يحصل على عدد من جنود الاشغال لمساعدتنا وقد استطعنا تحت ضغوط الخوف والقلق ان نفرغ حمولة هذه الشاحنات مع حلول الظلام وقررنا ان نعود ادراجنا بالليل الى بغداد الحبيبة وفعلا قبل حلول الفجر وصلنا بغداد واتفقنا مع المقدم ان نذهب الى بيوتنا لنرتاح ونغتسل ونطمن اهلنا ونعود في اليوم الثاني
واستقبلتنا عائلاتنا واهلنا بدموع الفرح.....
بعد ان وصلت انباء ما تعرضنا له من قصف وخطورة انسحب الضباط من هذه الماموريات وقلصت على النواب ضباط مع تقليص عدد السيارات ...ثم اعفيت دائرة العينة من الماموريات لانها استخدمت رجال عسكرين غير مسلحين من فرقة الانشادالعسكرية التي اخذت على عاتقها الماموريات وقامت ايضا الوحدات العسكرية بارسال مامورين معتمدين باستلام احتياجاتها العسكرية.

....اخذت تسير الامور برتابة وكابة وحزن ....الاذاعة تذيع الاناشيد الحماسية تتخللها في بعض الايام هجومات على القواطع تارة تهجم ايران وتحتل قاطع مهم لها وبعد فترة يتم هجوم عراقي مقابل لاستعادة القاطع الفلاني وهكذا الحرب مستمرة بين كر وفر والشباب العراقي فقد الامل بالحياة لان الجبهة بانتظاره ...الا اذا كان يملك الاموال لشراء ذمم الكثيرين لسوقه بعيدا عن الجبهة وكثير من طلبة الكليات تعمدوا الرسوب لتاخير سوقهم للعسكرية.....فعم الجهل والفساد والامية والرشوة وغاب الرجال لايام عن بيوتهم وشجعت الحكومة( المصرين) على التعيين و التوظيف بالدوائر العراقية ..واستغل الكثير من المصرين هذه الفرصة بجلب شهادات مزورة لاخذ رواتب ضخمة وبالدولارالامريكي.
.....
في يوم شتأئي قارص البرد غادرت الابتسامة كعادتها وجوه العسكرين ...مكبرة الصوت تصدح بدون احاسيس اناشيد معارك لا تنتهي فتزيد الجو كأبة وكره للحياة !!!

شاهدت نائب ضابط حاتم يسير مسرعا ليخبره ضابط التوجيه السياسي عليه ان يراجع العقيد سعيد المصلاوي مدير شعبته ليمنحه اجازة لاصابة والده بجلطة دماغية !

وكم كانت دهشتنا كبيرة عندما امتنع العقيد سعيد المصلاوي من اعطاء نائب ضابط حاتم أي اجازة برغم حالة والده الخطرة....وقد اخبرنا نائب ضابط حاتم بان العقيد قال له بكل صلافة وماذا ستفيد ابوك اذا حضرت ثم حتى اذا مات ماذا ستفعل له !!!!!

يقول نائب ضابط حاتم :عندما قلت له ::سيدي انت اب النا لازم اتحس بينا وتحزن لحزنا وتساعدنا

غضب بشكل كبير وصاح بيه (ابوك شنو ليش انت اشكد عمرك )
فقلت له (سيدي اني عمري 28 سنه لان من مواليد 55 )

فسكت لان عمري بقدر نصف عمره وتركته وخرجت
لقد كان هذا الموقف الجبان من قبل مدير شعبة يفترض ان يكون بجانب معيته ويساندهم بالضراء والسراء قد جلب الحزن والالم النفسي لكل من يعرف هذا الشخص الطيب حاتم وتعاطف معه وشعر الكل ضباط ومراتب وجنود ان هذا التصرف ربما سيكون معهم ايضا مادام هذا العقيد بهذه الحقارة والنذالة والدونية وانعدام احساسه بالاخرين لذا الكل نصح حاتم ان يذهب الى ضابط التوجيه السياسي وهو على علم بالموضوع لمراجعة السيد الامر ....وفعلا كانت النصيحة بمحلها ومنح النائب ضابط حاتم اجازة لمدة ثلاثة ايام من قبل الامر ...وما ان سمع العقيد سعيد بان الاجازة بدون موافقته حتى استشاط غضبا وتوعد النائب ضابط حاتم بالويل والثبور وعظائم الامور عندما يلتحق من الاجازة .....
وجائتنا الاخبار بان حالة والد حاتم خطرة جدا وهو في العناية المركزة فاقدا الوعي وبعد يومان تغمد الله والد حاتم برحمته الواسعة وانتابنا حزن شديد واسف وكنا نتسائل بيننا ترى ماذا سيقول هذا العقيد عندما استهزاء بمصاب انسان مسلم ومنع عنه الاجازة ؟؟؟ومنهم من يقول انه حقير سوف لن يحاسبه ضميره ؟؟ومنهم من قال مادام قلبه قاسي فهو لن يشعر بالحزن او الالم ؟؟؟

افكار واسئلة محيرة راودتنا ونحن نتعجب لقساوة بعض الناس ....قررنا ان نجمع مبلغ من المال ونرسل عنا مندوبين لحضور فاتحة والد حاتم واخباره بتمديد اجازته لاسبوع حسب موافقة الامر ورغم على انف عقيد سعيد المصلاوي ....


التحق نائب ضابط حاتم من الاجازة وقدعزاه بمصابه ضباط ومراتب وجنود شرفاء عدا عقيد سعيد الذي كان غاضبا منه لانه اخذ اجازة بدون موافقته ... وكان يتهدد بانه سينتقم منه ... عند انتصاف النهار حدثت جلبة وضوضاء في غرفة العميد الركن امر الوحدة ثم حضرت سيارة اسعاف عسكرية ونقلت العقيد سعيد المصلاوي بعد اصابته بفقدان الوعي الى مستشفى الرشيد العسكري ....

بعد صلاة العصر عرفنا بان العقيد سعيد المصلاوي مصاب بجلطة بالدماغ وهو في حالة خطرة

يا الله ...سبحان الله ...قبل ايام قلائل يمتنع عن منح أي اجازة او حتى مساعدة لنائب الضابط حاتم برغم خطورة حالة والده ويقول له حتى اذا مات ماذا ستفيده ويتهدده لانه اخذ اجازة من غيره ...ياسبحان الله يشرب من نفس الكاس ....يالعدالة السماء

معسكرنا ضمن حدود مدينة بغداد وكنا نبات يومان وننزل يوم واحد وقد امتنع الكل عن زيارة هذا العقيد لانه لا يستحق الرحمة لان قلبه قاسي ولكن طلب جميع الاصدقاء والزملاء من حاتم ان يقوم بزيارة العقيد ؟؟وعندما استغرب البعض قال لهم الشخص المقترح ليس حبا او تملقا فهو لا يستحق لا احترام ولا انسانية لانه غير انساني ولكن ارجو من الاخ حاتم زيارته حتى يقول له بدون ان يتكلم ان الله على كل شيء قدير فان ترحم ترحم وان تظلم تظلم وربما تكون درسا قاسيا له وقد اقتنع الكل وفعلا ذهب حاتم الى مستشفى الرشيد العسكري وبحث عن هذا العقيد وزاره ويقول لقد زاد صفار وجهه وكان يسأله دائما لماذا مات ابيك ولم اتصور انه فعلا مريض

فيقول حاتم لقد شعرت بوقتها بضالة هذا العقيد واصبح اصغر قزم بنظري وانه صغير وضيئل بعقله وانه فعلا غير محترم وان القدر والله سبحانة وتعالى قد نصرني عليه ليس شماته ولكن تكبر وتجبر فخذله الله سبحانه وتعالى لانه يعز من يشاء ويذل من يشاء وهو على كل شيء قدير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alnaaemi.yoo7.com
 
ذكريات العقيد سعيد المصلاوي \ قصة طويلة من واقع العراق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الساعة الثانية بعد منتصف الليل \ قصة من واقع العراق
» الحرب والعقيد سعيد المصلاوي\2
» الحرب والعقيد سعيد المصلاوي\3
»  الحرب والعقيد سعيد المصلاوي ح\5
» الحرب والعقيد سعيد المصلاوي ح\6

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات السلام :: القسم الاسلامي :: المواضيع الاسلامية العامة-
انتقل الى: