من طرائف ندماء الخلفاء
سميربشيرالنعيمي
لغتنا العربية جميلة لبلاغة معانيها وحلاوة وسلاسةتعبيراتها وجمال لفظها والقران عربي والعرب منذ الجاهلية يتغنون بشعر الغزل والمدح وذكر المفاخر..... برغم قساوة بيئتهم و حياتهم الا ان شعرهم فيه من الصبابة والوجد والوصف الدقيق لدار الحبيب وكيف يترك الاثر كما يترك الوشم اثره على اليد ويحادث الليل الطويل ويطلب منه الانجلاء ويصف النجوم... ويصف الحروب والمفاخر ...شعر ياخذ الالباب ويدل على الذهنية الصافية لهؤلاء الشعراء .. وعند تصفح الشعر ايام الدولة العباسية ... نلاحظ لكل خليفة شاعر نديم يحضر مجالس الخليفة ويرافقه في رحلات صيده ويكون سريع البديهية باللطافة و في قول الشعر باللحظة للتعبير عن فرحة او حادثة او خاطرة تنتاب الخليفة او الشاعر للتندر عليها او عمل رجولي يريد الخليفة ان ينتشر ويتناقله الناس فيما بينهم في مجالسهم واحاديثهم ..ويذكر التاريخ ....... حادثة لطيفة وقعت للخليفة المهدي اثناء خروجه للصيد ومعه نديمه الشاعر المعروف ابو دلامه وايضا يرافقهم بهذه الرحلة الوزير علي ابن سليمان وكان الخلفاء يخرجون للصيد بضعة ايام للترويح عن انفسهم ولممارسة الفروسية ورمي القوس (قوس النشاب ) وكان يرافق الخليفة رجال لنصب الخيم و لحماية القافلة وللخدمة وللطبخ وايضا معهم كلاب تحميهم ..وعند وصولهم لمنطقة يكثر بها حيوان الضباء(الغزال ) اخذ الخليفة المهدي يرمي سهامه على الظباء فصاد عدة ضباء ولكن يبدو ان الحظ خان هذه المرة الوزير على ابن سليمان فكلما يرمي سهامه تطيش في الفضاء وقد حاول عدة مرات فلم تفلح محاولاته وسهامه قاربت على الانتهاء واخيرا حاول ليصيب هذه المرة .. احد كلابهم المرافقة لحمايتهم واصابه الاحراج والخليفة يضحك منتشيا لانه صاد العديد من الظباء والوزير علي ابن سليمان عاد للخيمة تعبا خائبا والامر!! انه اخطا سهمه من رمي الغزال وصاد كلب القافلة ...فالتفت الخليفة المهدي الى الشاعر ابو دلامه وقال له...: ماذا يحضرك الان يا ابو دلامة من شعر ؟؟؟؟
فاجابه ابو دلامه: تحضرني يا امير المؤمنين ابيات من الشعر خطرت على بالي في هذه اللحظة ...
فاجابه الخليفة المهدي::هات ما عندك ..
فانشد ابو دلامة :::
رمى المهدي ضبيا شك بالسهم فؤاده
وعلي ابن سليمان رمى كلبا فصاده
فهنيئا لكما كل امرىء ياكل زاده !!
وضحك الخليفة المهدي منتشيا بهذه الابيات التي تمدحه وشاركه ضحكته كل الرجال الحضور بينما اطرق الوزير علي ابن سليمان خجلا وصامتا ...
وفي رواية اخرى مادام اليوم تذكرنا ابو دلامة نديم الخليفة المهدي حيث يحكى انه ذات يوم دخل على الخليفة المهدي ....
وعنده عدد من سادة القوم وهم اسماعيل بن محمد وعيسى بن موسى, والعباس بن محمد, ومحمد بن ابراهيم وجماعة من بني هاشم, فقال المهدي لأبي دلامة: ( أنا أعطي الله عهدا لئن لم تهج واحدا ممن في المجلس لأضربن عنقك).
فكان أبو دلامة كلما نظر إلى أحد من الحاضرين نظر إليه هذا الشخص مسترضيا ومتوعدا في نفس الوقت, فلم ير أبو دلامة مفرا إلا بهجاء نفسه فقال:
ألا أبلغ إليك أبا دلامة
فليس من الكرام ولا كرامة
إذا لبس العمامة كان قردا
وخنزيرا إذا نزع العمامة
جمعت دمامة وجمعت لؤما
كذاك اللؤم تتبعه الدمامة
فإن تك قد أصبت نعيم دنيا
فلا تصرخ.. فقد دنت القيامة
فضحك القوم عند سماع هذه الأبيات, ولم يبق أحد منهم إلا أسبغ العطاء لأبي دلامة
موضوع: من طرائف ندماء الخلفاء 
29/10/10, 04:11 pm
