منتديات السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
نرحب بكم أيها الاخوة في منتديات السلام
وندعوكم للانضمام معنا لننشر المحبة والاخاء
والتعايش السلمي مع جميع شرائح المجتمع
حياكم الله
منتديات السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
نرحب بكم أيها الاخوة في منتديات السلام
وندعوكم للانضمام معنا لننشر المحبة والاخاء
والتعايش السلمي مع جميع شرائح المجتمع
حياكم الله
منتديات السلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اسلامي لنشر ثقافة السلام والتعايش بين بني البشر
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أبنتي نيران والحصـار والعيــد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سميربشيرالنعيمي
الادارة
سميربشيرالنعيمي


عدد المساهمات : 103
تاريخ التسجيل : 23/09/2010
العمر : 63
الموقع : السلام

أبنتي نيران والحصـار والعيــد Empty
مُساهمةموضوع: أبنتي نيران والحصـار والعيــد   أبنتي نيران والحصـار والعيــد Icon_minitime09/10/10, 08:49 pm

أبنتي نيران والحصـار والعيــد
سمير بشير النعيمي


القى احمد جسمه المتعب على اقرب كرسي في داره
و مافتك يفكر مشغول البال ..مهموم ..كئيب
متعب نفسيا شعل الشيب راسه وعمره لم يتجاوز
الاربعين بسبب الحصار الظالم ومشاكل الحياة
يبدو اكبر عمرا وكيف لا يكتئب فاليوم هو ليلة العيد ولا يملك هو وزوجته درهم واحد الحصار
اتى على كل مدخراته ... اثاث بيته الثمين الذي كونه بعرق وتعب السنين ...حتى مصوغات زوجته باعها قطعة قطعة
بابخس الاثمان ليسد جوع اولاده وبناته ...عنده ثلاثة اولاد وثلاثة بنات اكبرهم بنته نور في السادس ابتدائي
واصغرهم عمر في الروضة اطفاله كلهم صغار ويريدون عيدية العيد ليخرجون
للالعاب مع اقرانهم ويحتاجون لملابس واحذية جديدة ..يا ه..ياه ..يا الله . . ساعدني..ربي اعني.. ..
قالها وهو ينظر الى السماء ثم اخرج كيس التبغ ...ولف ..له سكارة كما كان يفعل جده بغابر الايام ......
ايام الاستعمار البريطاني وفقره
ابتسم بسره محدثا نفسه كالمجنون اصبحنا ندخن سيكاير اللف لعن الله بوش وكل من تسبب
بحصار شعب العراق الابي ؟؟ الافكار لا تفارق خياله
من اين ؟؟يلبي احتيجات العيد؟ و لوازم (الكليجة))
التي تعودت العوائل العراقية منذ مئات السنين ان
تكون ضمن وجبة فطورالعيد وللضيوف المهنئين
عاد يحدث نفسه مرة اخرى .(.الكليجة) ليست مهمه
شراء الملابس و الاحذيه للاطفال اهم ...ولكنهم سته ؟لايستطيع تلبية مطاليبهم كلهم ...اخيرا شعر بثقل افكاره على دماغه
ربما ينفجر هذا الدماغ لمايحمل من افكار وهموم وجزع وحزن ..وسأل نفسه اذا انفجر هذا الدماغ اين يذهب هولاء الاطفال وهم صغار ؟؟؟؟ اشعل سكارته وامتص نفسا عميقا ثم نفخ الدخان بصوت من يرمي اهاته وحصراته مع الدخان ..لم ينتبه لنظرات زوجته ام نور الجالسة بالكرسي المقابل لكرسيه .... نظرات حنونه ..... كانها تدري
مايدور براسه من افكار وهموم وقالت له مبتسمه لتخفف عنه الاحزان ::المهم تلبية الحاجات الضرورية للصغيرين نيران وعمر هولاء صغار وما يقنعون يحتاجون لاحذية .......سكتت برهة من الزمن ثم اكملت محدثة الاب الذي يبدو عليه واجما ينظر الى الارض.. ..احذية الكبار صبغتها لهم وقلت لهم ساعدونا هذا العيد وان شاء الله بابا يعوضكم في العيد القادم وانتم كبار ..ثم تنهدت بصمت ... . وقالت لزوجها بصوت بالكاد يسمعه زوجها....لكن احذية الصغار وخاصة نيران جدا بالية ..الايبيعك صديقك الكردي ازاد بالتقسيط ؟
اخذ الاب نفس من سيكارة اللف واجابها بنظرات ساهمة الى السقف : انه صديقي ..
صحيح ولكن يطلبني الكثير يجب ان اعطيه بعض من حسابه السابق
على الاقل!! حتى استطيع ان اخذ منه جديد
نهضت ام نور حزينة وقالت : اذن ساصبغ احذية الصغار ربما يقتنعون .. ثم مطت شفتيها وواصلت كأنها تحادث نفسها ثم نحن اين سنذهب ..كل الناس لا تغادر بيوتها لانها لاتملك النقود ولا اجور النقل.
عاد ابو نور الى ارهاصات افكاره وتذكر كيف تبادل مع جيرانه المحامي ماهر فطرة زكاة رمضان حيث اعطاه السكر واخذ بدلا منه الطحين ..حيث افتى العلماء بجوازتبادل فطرة الزكاة بين الاقرباء والجيران..يا الله ..
ياالله اذن الى اى حد وصل مستوى الشعب العراقي من الفقر والعوز واصبح كل الشعب يستحق الزكاة..افكار حزينة يجترها
ولكنه افاق من افكاره على صوت نيران لابسة حذائها بعد ان صبغته لها امها وهي تقول انظر يابابا هذا حذاء العيد يلمع انظر ....حلو؟ حلو؟؟
نظر الاب الى حذاء ابنته..وهاله ما راى ...وتفطر
قلبه حزنا والما..وشعر ان قلبه سيخرج من مكانه
لفرط دقاته ...ولم يحتمل المنظر فبكى بصوت
اجش عالي يفطر القلب . بكاء مر ..ان. بكاء الرجال صعب...صعب جدا.....
عندما مات والده بكى بينه وبين نفسه ولكن بصمت ..
اما الان فصوت بكاءه اثار انتباه افراد العائلة
و لاول مرة يشاهدون والدهم يبكي ..انهم يعرفون والدهم قوي العزيمة ويستمدون القوة منه
واليوم ابوهم يبكي بصوت حزين اثار استغرابهم ونظراتهم تتقلب بين الوجوه لتعرف سبب هذا البكاء المر... ..
واحتضنته ام نور مواسيه ودموعها تجري بصمت
حتى لا تفزع اطفالها ...وتربت برؤؤس اصابعها
على ظهره مهدئة اياه !!!!!!!!!!!!!
لقد فاجئته ابنته الصغيرة نيران بحذائها المصبوغ
والمثقوب والذي يبدو اصبع قدمها ضاهرا
من الثقب وببراءة الاطفال لبسته لانه يلمع ولم يعيقها ظهور اصبع قدمها من ثقب الحذاء بمنظر يدل على فقر مدقع ...
تمالك الاب نفسه .. جفف دموعه ونهض واقفا ثم اخذ الصغار نيران وعمر الى محل صديقه الكردي الطيب ..
كان يسير وافكار كثيره تراود مخيلته ماذا سيقول له هل سيوافق على اعطاءه احذيه للصغار بدون أى مقدمة جزئية انه
يطلبني طلب سابق ..ماذا اقول له اذا قال لي سدد القديم ؟؟ومن اين اعطيه الدين القديم ؟ وصل احمد الى محل ازاد ..المحل مزدحم بالمتبضعين ... ...هولاء الناس من اين لهم المال للتبضع (تسائل مع نفسه)..ولكن تذكر ان ازاد يبيع لكل الناس (بالتقسيط المريح )بعد تسديد الطلب القديم ثم يشترون من جديد وبالتقسيط ايضا واسترعى انتباهه احد الاباء ومعه اطفاله الفرحين باحذيتهم الجديدة وقبل ان يخرج من المحل اخرج الاب محفظة نقوده البائسة لاحتوائها على دنانير قليلة بينما انهمك ازاد يبحث بدفتر الديون على اسم الشخص لكي يمسح الطلب السابق ومازح ازاد الرجل بكلمات سمعها احمد (الظاهر الله موفق والامور متحسنه ) ففاجئه الرجل بجواب حزين (منين ..لقد بعت الحصة التموينيه لاشتري للاطفال لوازم العيد ) ولم يكن هذا الجواب مستغربا
بالعراق بعد أن تأذى الشعب من طول فترة الحصار وقلة الرواتب وانخفاض سعر الدينار العراقي لاؤطى مستوى .. رفع احمد يده علامة التحية والسلام على ازاد ودلف الى داخل المحل قرب الشخص المسؤل عن الاحذيه واختار الصغار احذيتهم وتاكد من ملائمة احجامها وقيا ساتها لارجلهم الصغيرة وحمل كل طفل حذائه
بيده فرحا وهم لا يدرون ما يعتمل داخل والدهم من فرحه لفرحهم ومن قلقه ان لم يوافق ازاد ان يضيف دين جديد بدون تسديد الدين السابق ..ماذا سيفعل ان قال لا اسمح بذلك وكيف سياخذ احذية فلذات كبده من ايديهم وهم فرحين بها ويعيدها للمحل ...افكار وهموم لا تطيقها الجبال ..وقال لاطفاله اخرجو انتم امامي سألحق بكم ..خرجو من امام ازاد كأ نهم يعبرون الحدود وقال لهم ازاد انتم ابوكم احمد
واجابه احمد من بين الحشود نعم وسكت الرجل
وخرج الاولاد من المحل وفكر احمد اذا لم يوافق
ازاد ربما سيجعل الاطفال يذهبون فرحيين للبيت
ويبقى هو في صراع مع صديقه لاقناعه بشتى الطرق فكر احمد بقرارة نفسه ان يكلم ازاد بدون ان يشعر به احد لانه مهندس مرموق ولكن الحصار نخر جيوب العراقيين جميعا بلا استثناء ..وسنحت فرصة لاحمد عندما نهض ازاد ليشرب الماء من البراد وتقدم اليه وهو يشرب الماء واسر لصديقه بذلة وخنوع :: اخي ازاد اخذت احذية لاطفالي عمر ونيران وليس عندي الان فلسا واحدا
لكي اعطيك وان شاء الله بعد العيد اذا الله فرجها
..(نطق هذه الكلمات بسرعه و بحسره والم
وكأنه يريد ازاحة احزانه وهمومه من صدره
ولكنه مازال في قرارة نفسه يشعر بقلبه
يعتصره الالم والقلق والحزن والشعور
بمذلة الانسان امام اوراق نقديه تقلل من قيمة الانسان بالرغم من شخصيته المحترمه
ولكن ظروف الحياة في العراق جعلت اعزتها أذلاء
ولكن الحمد لله اجابه صديقه الكردي ازاد
الطيب الشريف ::تدلل عيني
ابو نور ..اى شيء تحتاج انا خادم صغير
ولم يتمالك احمدنفسه من فرحته بهذا الجواب فقبل
صديقه من جبينه وخرج لكي لا تاخذه العبرة امام
الاخرين وامسك بيدي اطفاله وهم يحملون احذيتهم الجديدة وكأنه امتلك ملك سليمان لشدة فرحه وهو يشاهد اطفاله يتراقصون فرحا للبيت. ...حمدت الام الله سبحانه وتعالى الذي صبر ازاد وساهم بفرحة اطفالها ..الام كانت سيدة مدبرة فقد قامت بكوي ملابس اطفالها القديمه واصلاحها لتبدو انيقه وهيئأت لكل واحد ملابسه وقالت لهم هذه ملابسكم واحذيتكم كامله والان يجب عليكم النوم والراحة
لتستيقظوا نشيطين غدا ان شاء الله وتفرحون بالعيد.
احمد يسكن احد المجمعات الحكومية وداره متكون من اربعة غرف حيث خصصت واحدة للذكوروغرفة للاناث و غرفة للاب والام..وغرفة
يجلسون بها ..قبل الحصار كانت حياتهم جميلة جدا لانهم كانو يملكون سيارة وراتب جيد وعندهم محلات تدر عليهم ربحا جيدا من ايجاراتها ..ثم كانت الاسعار جيدة وكان الدينار العراقي يساوي ثلاث دولا رات ..والان اصبح الدولار الامريكي يساوي ثلاثة الاف دينار وراتب الموظف بالشهر الان خمسة الاف دينار يعني راتب الموظف بالشهر دولار واحد او دولار ونصف ..
بعد ان اكملت الام اعمالها من غسل اطباق
العشاء واطمأنت لنوم اطفالها الصغار باماكنهم
دخلت غرفتها فلاحظت الاب متمدد على الفراش
يدخن سكارة اللف التي تزعجها لانها السبب في حرق و ثقب كثير من شراشفها لتطاير شرارات منها ..وهو ساهم بتفكيره الى سقف الغرفة فقالت له مبتسمه لتخفف احزانه(الحمد لله فرحت الصغار ..ليش بعدك مهموم؟
احمد:ام نور الحمد لله اني لم اتحمل منظر اصابع قدم نيران طالعه من الحذاء
وهي تقول لي شوف بابا حذاء العيد ..لم اتمالك نفسي وبكيت بحرقه
الام:نور سالتني ماما ليش يبكي بابا ؟ فقلت لها اتذكر ابوه وامه المرحومين واليوم ليلة عيد لازم نذكر الاحباب
الاب:طيب ام نور الاحذية ودبرناها ..منين ننطيهم عيديه؟؟
قالت الام الصابرة :الله سبحانه يدبرها لا تخاف على زوجتك ..لقد فكرت بعد خروجك مع الاطفال ..وحسبت السكر والصابون والتأيد والدهن الزائدين من الحصة!1..
قال الاب بجزع::وماذا ناكل اذا نبيع الحصة التموينيه ؟
الام:لا تخف يا رجال حسبت لكل شيء حسابه لاني حسبت الى ان نستلم الحصة للشهر القادم ومع الاحتياط..
الاب: من هو الذي سيبيع هذه الحصة انا اخجل
الام:لا ليس انت ..ابننا محمد ..رجال
الاب:محمد بصف الرابع ابتدائي ماذا يعرف من البيع والشراء؟
الام :محمد رجال شاطر وشوف بكره اشلون راح ايبيع .....
استيقظ الاطفال من الصباح الباكر وبعد تقبيل ابوهم وامهم وتهنئتهم بالعيد ارسلت الام ابنها محمد وافهمته .ووضعت المواد باكياس مستقله وبعد ساعة..عاد محمد وقد باع المواد باربعة الاف دينار ..وكانت فرحت الابوين لا توصف لان اولادهم عندهم عيديات ..صحيح قليلة ولكنهم يستطيعون شراء الحلويات او الشرابت مع اقرانهم ..وحمد احمد وزوجته الله كثيرا لانه افرح اطفالهم ولم يحرمهم بهجة العيد كأطفال لا يعرفون ماذا يجري حولهم ولا يريد الاهل ان يشعروهم بالذي يجري بدواخلهم من هموم واحزان والام نفسية وقلق ومذلة ..ومضى العيد ..وهذا عيد واحد حزين من بين اعياد وايام حزينه لا يعرف مقدار حزنها وأوجاعها الا الذي عاش الامها وأوجاعها..!!
سمير بشير النعيمي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alnaaemi.yoo7.com
 
أبنتي نيران والحصـار والعيــد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات السلام :: لغتنا الجميلة :: القصص-
انتقل الى: