عرب ياعرب اين نحن من الغرب ؟
بقلم :الكاتب سمير بشير النعيمي
الحقيقة المرة التي تبقى مرة كالعلقم في حلقنا والحزن الذي يحز بالقلب نحن العرب الذين تربطنا عناصر واواصر وتقاليد وعادات وقيم واحدة لا نتفق ويعكر كدر اخوتنا وحبنا وتألفنا مجرد خسارة في مباراة لكرة القدم نحلم بالوحدة منذ زمن ولا نستطيع تطبيقها ونراها قريبة منا وهي صعبة المنال كم تعاونا وتصافينا واتفقنا وخططنا ولكن على حين غرة وفجأة ولاسباب صغيرة نصبح اعداء ونشتم بعضنا بعضا ونفضح على الجرائد وقنوات التلفزيون بعضنا وكاننا اعداء وليس اخوة واشقاء ....لاننسى على الماضي القريب ماذا فعلت كرة القدم بين مصر والجزائر وما ان تناسينا هذه الازمة لتعود ازمة اخرى جديدة بين تونس ومصر على اثر خسارة فريق الترجي التونسي امام النادي الاهلي المصري وتسببت في شغب متفرجين من تونس ادت الى احداث وحوادث عديدة مأساوية تخجل وتحزن بنفس الوقت ..بينما نرى النوادي الاوربية والبطولات الاوربية تجري بها خسارات وفوز ولا يحصل بها شغب وغضب يؤذي البلدين ويخلف ضحايا موسفة بل نرى التقارب والتالف والتعاون بين الدول الاوربية برغم الاختلافات الكبيرة الموجودة بينهم بكل النواحي وهم يسعون لتوحيد العملة بينهم وتخفيف اجراءات السفر والتنقل بينهم بل ان السفر بين الدول الاوربية اسهل من السفر بين الدول العربية ... الذي دعاني لكتابة هذه المقالة هي الرسالة التي وصلتني من الاستاذ الصحفي النائب المصري مصطفى بكري الوطني المعروف والتي نشرت بجريدته الاسبوع المصرية ولاهميتها طيا نصها ::
إياكم.. بقلم مصطفي بكري
الأسبوع أونلاين
لاتكرروها.. التوانسة أشقاء، أعزاء، دعكم من هذه الغضبة المؤقتة، أو هذا التطاول، احسبوها كما تشاءون، لكن تونس العزيزة، وشعبها العروبي يبقي في القلب دوماً.. اتركوا القانون يأخذ مجراه، فقد تم توقيف أحد عشر مشجعاً تونسياً اعتدوا علي رجال الأمن، لكن إياكم وتكرار سيناريو الجزائر، كفانا ألما ومرارة، فالكرة والأزمات المؤقتة لايجب أن تفسد التاريخ وتقطع أواصل الجغرافيا.
الشعب التونسي محب لمصر، لعبد الناصر، وللقومية، وللفن المصري، في مقاهي شوارع بورقيبة وقرطاج وبوسعيد ومدينين وصفاقس وقابس وكل جزء من أرض تونس تسمع صوت أم كلثوم وأغاني عبدالوهاب، ورموز الفن المصري الأصيل..
كان المشهد بالأمس مؤلماً، انها مباراة كرة قدم بين فريقين شقيقين، من الطبيعي أن يفوز أحدهما ولكن من غير المعقول أن تتحول ملاعب الكرة إلي ساحات حرب، تستخدم فيها كل الأسلحة المتاحة، بلا عقل وبلا حساب.
ساورتني بالأمس مخاوف عديدة وأنا أقرأ تعليقات القراء علي الانترنت من مشجعي كلا الفريقين 'الأهلي المصري والترجي التونسي' كأننا نخوض حرب داحس والغبراء.. في إيه يا جماعة؟!
بسرعة البرق نهيل الثري علي تاريخنا، ننسي ما يربطنا، ونندفع نحو المجهول، وكأننا ننتظر اللحظة، أو كأننا نبحث عن عدو بديل.
أرجوكم توقفوا، وأتمني علي الاعلام أن يضع القضية في اطارها الصحيح وإياكم والتطاول علي الشعوب وعلي القومية التي تجمع بيننا، انها مشكلة بسيطة حتما سوف تنتهي ولن يبقي سوي ما يجمع بيننا وهو كثير!!
الشعب التونسي نفسه استنكر تصرف هذه القلة والسفير التونسي قال إن الأمن المصري كان يقوم بدوره.. فلندع القانون ليأخذ حق كل من اضيروا، ولنغلق الملف سريعاً وبلا تردد!!