الحرب والعقيد سعيد المصلاوي ح \10

الحرب والعقيد سعيد المصلاوي ح | 10

سمير بشير النعيمي
كان الجميع يتهيأ للقرعة والاشاعات كل يوم تبث خبر جديد عن شطب فلان ودرج فلان و الاوضاع من سيء الى اسوء بسبب الحرب
حتى القرعة يعين لها يوم ثم يلغى هذا اليوم والدعايات والاقاويل تتغير في تفاسيرها وتحاليلها وكثير من الاشخاص هوايتهم تضخيم الاقاويل والاحاديث ويحبون بث الدعايات بين الناس والرهبة والخوف تعم الجميع وبعد عدة ايام بثت الاذاعة الداخلية للتوجيه السياسي اوامر التجمع لجميع افراد الوحدة العسكرية لامر هام
وتم الاجتماع لجميع منتسبي الوحدة من الضباط والنواب الضباط والمراتب والجنود وانتظر الجميع بفارغ الصبر حضور الامر بعد ان جلس ضابط التوجيه السياسي بانتظاره ثم بعد اكثر من نصف ساعة حضر العميد الركن امر الوحدة يحف به معاونيه ومساعد الوحدة ثم نهض الجميع منتظرين جلوس الامر ..فقال لهم بعد ان جلس تفضلو فجلس الجميع ...ثم رحب ضابط التوجيه السياسي بحضور السيد الامر ...و قال:لدى السيد الامر تبليغات مهمة سيتفضل باخباركم بها ...
قال السيد الامر : لقد كنا في اجتماعات مستمرة طيلة الفترة الماضية مع السيد مدير العينة المركزية وبعد ان شرحت له ما تقوم به مستودعاتنا من جهد ومواصلة العمل ليلا ونهارا لتلبية احتياجات الوحدات المو جودة بالجبهة ولتسهيل العمل وسرعة انجازه تم فصل المواد الحربية عن المواد العامة فاصبحت مستودعات العينة المركزية وهي للمواد العامة وفصلت مستودعات الحربية وتم اختصاصها بالعتاد والسلاح و المواد الحربية وسيتم تقسيم الضباط والمراتب وحسب الاختصاص والحاجة لجعلهما وحدتين منفصلتين ضمن مديرية العينة المركزيه .. هذا امر.. والامر الثاني تم
استخدام العسكرين غير المسلحين وخاصة من فرقة الانشاد العسكرية لوحداتنا مؤقتا وسيتم استخدامهم للمامؤريات واعفاء منتسبي العينة المركزية من الماموريات ....
هذه اهم الاشياء التى احببت ان اخبركم بها ثم نهض ..بعد شكره ضابط التوجيه السياسي على حضوره ...وتفرق الجميع كل لعمله.
الحقيقة الخبر الاخير ادخل الفرحة والسرور في قلب العسكرين وخاصة الذين كانو خائفين من الماموريات واعتبروها فرحة كبيرة
الواسطات لا تنتهي ابدا فاذا كانت تدور حول التهرب من المأموريات الان اخذت منحى اخر وهو البحث عن واسطات جديدة للتحول الى العينه العامه أو الى الحربية وحتى مدراء الشعب كل من يريد جماعته و معارفه و كانها تكتلات عشائريه ..وقد حاول منتسبي شعبة السيطرة استغلال الفرصه للتملص و التخلص من العقيد سعيد ولكنهم لم يفلحو ..ليس لان سعيد ضابط قوي او عنده شخصية ولكنه محتال ولا يملك اى ضمير ويعرف كيف يتملق امر الوحدة ولا يتوانى عن استعمال اخس الطرق في محاربة من يحاول النقل من شعبته واتهامهم باقسى وابشع التهم ..ولهذا يتحاشى منتسبي شعبته
الاحتكاك معه ...!!!
وقسمت المستودعات حسب احتياجاتها وقوة واسطاتها وبقي جماعة العقيد سعيد في شعبتهم .... وأنيطت بالمستخدمين العسكرين الغير مسلحين المأموريات ..... ثم قامت الوحدات العسكرية بتعيين ممثلين لها وخولتهم استلام المواد من المستودعات وترسل معهم سياراتها العسكرية حسب نوعية وكمية المادة التى يحتاجوها بالجبهة وتم اعادة اعضاء فرقة الانشاد العسكرية لانتهاء فترة استخدامهم لحاجة الاذاعه والتلفزيون لخدماتهم
... سارت الامور برتابة وكأبة وحزن ....الاذاعة والتلفزيون يذيعان الاناشيد الحماسية تتخللها في بعض الايام هجومات على القواطع تارة ايران تهجم وتحتل قاطع مهم وبعد فترة يتم هجوم عراقي مقابل لاستعادة نفس القاطع وهكذا الحرب سجال مستمرة بين كر وفر والشباب العراقي فقد الامل بالحياة لان الجبهة بانتظاره ...الا اذا كان يملك الاموال لشراء ذمم الكثيرين لسوقهم بعيدا عن الجبهة وكثير من طلبة الكليات تعمد الرسوب لتاخير سوقه للخدمة العسكرية .....فعم الجهل والفساد والامية والرشوة وتغيب الرجال لاسابيع وقد تمتد لاكثر من شهر عن بيوتهم لوجودهم
بالجبهة وتوقف الاجازات في الايام التى يحدث بها هجوم وشجعت الحكومة العراقية ( المصرين الذين ملئوا البلاد ) على التعيين و التوظيف بالدوائر العراقية بدل العراقيين لخلوها منهم بعد سوقهم للجبهة ..واستغل الكثير من المصرين هذه الفرصة بجلب شهادات مزورة لاخذ رواتب ضخمة وبالدولارالامريكي
واصبحت الدوائر في العراق يعمها الفساد والرشوة والسرقه
واستغل المواطن العراقي الذي يراجع لانجاز معاملة ما بدفع الرشاوي ليتم انجاز معاملته وانتشر المصريين في كل انحاء العراق لغياب الشباب العراقي واصبحت المحلات والاسواق والدكاكين والبقاليات والسواق والمصلحين كلها تدار من قبل المصريين و الكثير منهم لا يملك الخبرة وانما يوظف من قبل اصحاب رؤوس الاعمال لان ابنائهم وصناعهم جنود بالجبهة فقلت الخبرة و غابت المصداقية و قلت الجودة وزادت المشاكل والحوادث ...
واصبح الشباب العراقي حطبا للحرب العراقية الايرانية المستعرة اوارها ...
ـــــــــ
الى اللقاء مع حلقة \11
سمير بشير النعيمي